الخميس، 21 يونيو 2012

اعادة نشر لحوار سابق في صحيفة الميدان

نون الناطقات بملكاتهن*

Thursday, June 21st, 2012
دهشة الحكي المضغوط عند القاصة مطيعة محمد
*  هل بالفعل هي أول كاتبة توثيقية لوجدانيات أنثى القرن الحادي والعشرين؟!.
* في نصها قدرة على تطويع الزمن الممتد لآماد ليصير برهة قصيرة
* وقدرة على اختصار جزيئيات الحدث ليكون أفضل الحكي ما قل ودل!.
الميدان: حسن الجزولي
آخيراً رفعت القاصة السودانية مطيعة محمد أحمد مدونتها على موقع “الفيس بووك”، وكم جاءت مدونة باهرة لموقع قاصة سودانية قادمة بسرعة العصر إلى فضاءات الأدب السوداني والقصة السودانية القصيرة. يقول عنها أحمد الطريفي وهو أحد المطالعين لنصوصها ومدونتها:-” الحقيقه أنا تلمست خطاي في المدونه بمجرد ظهورها وتملكتني الدهشة لرمزية النصوص ودلالاتها العميقه وأدركت أنك موهبة كبيرة يمكنها تقديم الكثير لو إتخذت أسلوب القصة القصيرة للنشر. وبالتالي يمكنك اكتساب صفة أول كاتبة توثيقية لوجدانيات أنثى القرن الحادي والعشرين” ثم يضيف قائلاً:- “لديك القدرة على رسم شخوص بمضامين فلسفية عالية الفكره.. لذا سوف يكون لكتاباتك دوي هائل في عالم القصة القصيرة حتى لو كانت مجموعة قصص في كتاب واحد”.
وأنت تقرأ نصوصاً لها لأول مرة، تترى لك مجموعة أسئلة من أول وهلة، وتتمنى لو تجد إجابات لها، ماهي خلفيتها الثقافية؟! أين درست وعاشت، ماهي مصادر ثقافتها؟ لمن تقرأ من أدباء السودان ،، تحديداً في القصة القصيرة، فهي ذات قدرة خطيرة على تطويع الحدث في الحكي بحيث تدفع به رويداً حتى يسيطر على فضاء النص بأكمله!، من أين لها هذه القدرة!. ولقد ظهرت لأول مرة بنصوصها من خلال المواقع المتخصصة للقصة القصيرة بالفيس بووك، والفيس بووك أصبح يختشد بالمجموعات والمواقع التي تهتم وتحتفي بفن القصة القصيرة كتابة ونقداً، كمواقع “نصوص فيدرالية” و”قصص قصيرة جداً”و مشاهد وقصص قصيرة” و” أقاصيص” وغيرها، ومن خلال هذه المواقع والمجموعات تابع العشرات من القراء نصوص مطيعة، حيث انفعلوا وتماهوا مع نصوصها، فخلقت مطيعة جمهوراً واسعاً من هؤلاء الذين استطاعت بهم ولأجلهم أن تنشئ مدونها التي طرحت فيها نصوصها.
تقول مطيعة أنها ولدت وترعرت بمدينة الخرطوم منطقة الحاج يوسف، وهي حالياً تقيم وتعمل بالأمارات، جذورها في الأصل من مدينة نيالا، درست التمريض بجامعة الخرطوم .. تقول أن خلفيتها الثقافية عادية جداً، وخصوصاً مع القصة القصيرة، وتؤكد إنه إذا سُئلت عن أفضل كتاب القصة القصيرة فلن تستطيع الاجابة، وترى أن علاقتها بالشعر أقوى من القصة القصيرة، وهي في مجال القصة القصيرة ما زالت مبتدئة!، كما أن مصادرها في الأدب عموماً عادية، ولكنها تحب المنتديات الشعرية بشدة وتشارك فيها أيضاً .. وتحب أشعار الدوش جداً .. محجوب شريف، القدال، حميد .. وهناك شباب يكتبون الشعر وهي تحب الاستماع والقراءة لهم جداً وترى أن فرصهم لم تأت بعد!، عندما أبديت لها إعجابي ودهشتي من نصوصها القصصية تحديداً، أجابت بأنها تبادلني الدهشة في كون أنها ترى أن نصوصها عادية جداً!.
واصلت معها قائلاً:-
* بودي أن أسألك يا مطيعة .. منذ متى بدأتي مثل هذه الكتابة؟!.. من هو الشخص المباشر في أسرتك أو حولك الذي أثر فيك وجذبك لمواقع الكتابة والاهتمام بالأدب؟!
+ أكتب من زمان، من الثانوي أو الابتدائي، ماما بتكتب كتابات إتنشرت زمان خالص وبعدين وقفت، كانت تكتب أشعاراً ومقالات بمجلة الاذاعة والتلفزيون باسم مستعار!، أنا أصلاً بكتب في الشعر وبشوف نفسي فيهو، القصة القصيرة جديدة علي شوية، زمان كانت الخواطر مصاحبة للشعر. عموماً علاقتي بالقصة القصيرة جديدة، وفي الشعر فقد تأثرت بالوالدة كما ذكرت.
* لمن قرأتي من كتاب وكاتبات القصة القصيرة السودانية؟
+ أكون واضحة معاك، والله غير ناس “مشاهد” في النت ما بعرف كتًاب كتيرين للقصة في السودان!.
* طيب قراءاتك بشكل عام؟.
+ أحب قراءة الطيب صالح جداً، كما أحببت مؤخراً كتابات بركة ساكن، أقرأ أيضاً أجنبي كتير، أجاثا كريستي وفيكتور هوجو، وهناك روايات بعينها، شفرة دافنشي الكونت دي مونت والدودة والبؤساء مثلاً، كلها روايات لا تنسى.
* كدارسة للتمريض والتطبيب، هل ثمة علاقة وجدتيها أو ساعدت كمهنة في تطوير ملكاتك في تخصصك الأدبي ككاتبة للقصة القصيرة جداً؟!.
+ بالعكس، فالمهنة بالعكس بتبعدك كتير عن اهتماماتك!. المهنة ماعندها علاقة طبعاً، بالعكس عانيت جداً عشان أوفق بين دراستي واهتماماتي!.
وعن علاقاتها بالفضاء الثقافي بالخليج تقول:-
+ في الأمارات ماعندي أي نشاطات أدبية فعلية غير مساهماتي بمواقع القصة القصيرة بالانترنت، منتديات وغيرها، والانتاج الخليجي ماعندي بيهو علاقة قوية، فقط أستمع أحياناً للشعر.
* وعند ملاحظة كثرة الأصدقاء الذين رصدناهم بمدونتها وصفحتها قالت:-
+ انا زولة علاقاتي كبيرة شديد وأسهل حاجة عندي أني أعمل أصدقاء، وجلً هؤلاء الذين بمدونتي وصفحتي هم في الأساس أصدقاء شخصيين.
* إلى أي مدى استفدتي من تواصل الانترنت والفيس بوك وموقع مشاهد مثلاً؟.
+ إييك، “مشاهد” دي عالم لحالو أنا بسميها السوق، فيها كل أنواع الأقلام وأنواع القراء والنقاد.
* ……….؟!
قريت فيها نصوص تعدت سقف العالمية، عارف؟ .. وأكيد فيها أقلام ماجادة .. “مشاهد” عبارة عن  قروب عندو القدرة إنو يدخلك في مية موود في الدقيقة! ..تضحك تبكي تحلم تسرح!.
* من ضمن النصوص دي ما رأيك في تجارب بهجة جلال وشروق كريم مثلاً؟!.
+ مثلاً بهجة جلال قريت ليها نصوص كتيرة، زولة كتابة شديد حقيقة، بس ما كل نصوصها بتستهويني أو يمكن مابتشبه مزاجي أنا، بلقي نفسي في نصوص العاقب عزيز، أدريانو، سفيان جنو، برضو شروق كريم كتابة.
وحين يعتقد القارئ في هذا الحوار، أن القاصة مطيعة محمد، أجابت على جميع أسئلتي لها، إلا أنها أحجمت عن الاجابة على سؤالين محددين!، الأول يتعلق بما إن واتتها الرغبة لكي تكتب “رواية” بكاملها، وهي الغارقة في تفاصيل “الحكاية القصيرة جداً جداً”!، والثاني يتعلق بإجاباتها المختصرة، وما إن كان هذا “الشح” في الاسترسال والتدفق ناشئ من تعودها على النص المختصر ومضغوط ، وأن خير الكلام ما قل ودل؟!.
وبهذه المناسبة نقتطف من المدونة نماذج من قصصها القصيرة المدهشة ونعد بالمزيد.
جنين وأخريات.. قصص قصيرة جداً
مطيعة محمد أحمد
جنين:-
قالت له أشعر بشئ في أحشائي..
قبل أن تُكمل صرخ بوجهها:- لن أتحمل المسؤلية إنه خطأك انتِ .. انتِ .. إنه …..أنتِ … إنه ….. كثُر كلامه …
أوقفت تاكسي .. ذهبت للمستشفي .. أزالت الزائدة الدودية ….
وأفاقت يملؤها الذهول.
———-
مسير:-
في طريقي إليك لاحظت أن حِذائي بالي” جداً “..
فعرفتُ أنني علي هذه الطريق منذ وقت طويل ..
فعدتُ أدراجي وتركتُ حِذائي يواصل مسيره اليك.
———-
غيبوبة:-
بعد أن أفقت من غيبوبتي التي دامت الف عام ..أخبرتني النِسوة أن كل رجال العالم قد إنتحروا بعدي .. ولأني أمرأة تخاف الله كثيراً ” تذكرتُ أني كُنت حُبلي منك بك .. فأنجبت لهن قبيلة من الرجال.
————-
سيرتي العطرة:-
ألأفواه التي في مدينتي..
تعفنت من كثرة الصمت.
لذلك تركتهم يلوكون سيرتي.
————
موتي:-
في طريقهم لدفني ..
الرجل الذي يُساعد في حملي وكزني – مُتعمداً- علي فخذي ..
لا أُنكر اني تلذذتُ بذلك
لكن ..
لا أعرف لماذا أعادوا غسلي وصلاة الجنازة.
* نعيد نشر الحوار ونعتذر عن الأخطاء الفنية التي صاحبت نشرنا له من قبل. 

هناك 3 تعليقات:

  1. لكن طلعتي ما هينه يا شابه
    للامام دائما
    هل ممكن اقرا بعض كتاباتك الشعريه ؟
    هاني

    ردحذف
  2. اول ماوقعت عيني علي قصيدة منشورة في صحيفة الجريدة بعنوان حين تتورطين بحب رجل ما ..
    سرعان ما فتحت الجهاز وكتبت علي محرك البحث الشاعرة مطيعة محمد احمد.وقرات الكثير من كتاباتك وبصراحة عجبوني كثيير. لذلك انابطلب منك يا استاذةان ترسل لي بعض مؤلفاتك علي عنواني الخاص انا كان مافي مانع hmadahassan81@gmail.com

    ردحذف