الأحد، 17 يونيو 2012

أُنثي خارج الخدمة

يوما" ما أعني عندما أبلغ الستين أو السبعين أو التسعين من عمري((إذا شاء الله))..
وأبدأ في الزحف علي سطح الأرض أتوكأ عصاتي وأرجلا" غير صالحه للاستخدام الآدمي ..
وعينان أكل الدهرُ عليهما وشرب ..
وشفتان مُرتعشتان لا تقويان حتي علي تكوين جُمله مُفيدة ..
ويدان لا تكادان تستقران علي قبضة حتي تنبسطان وبلا حول مني ولا قوة..
لن يُحزنني كل ذلك ..
ستُحزنني كُل الساعات التي مرت وكان باستطاعتي أن أُمسك قلمي فيها وأكتب ولم أفعل ..
وكُل ساعه تركتُ فيها فنجان من القهوةِ يبرُد دون أن أحتسيه .
وكُل ساعة عشقٍ كان يُمكن أن أعيشها فأدرت لها ظهري ونِمت ..
سأتجرع الندم كأسا" تلو الآخر وأنا مُمددة علي حُجرةٍ باردة تعبث بنوافذها أشباح الشيخوخه وذكرياتٍ تأبي أن تُفارق الوجدان ..
بجانبي تتكدس أقراص سوء الهضم والروماتيزم و..و..و..والخ..
لا أحد منهم يتذكرني لا أحد يهديني ورقة ملونة وحبر معطر كما في السابق ..
صرتُ أُنثي خارج الخدمة..
وخارج خارطة الكتابة ..
لنقل سأصيرُ أُنثي علي هامشِ ورقة ..
أُنثي علي رصيف ذاكرة أحدهم ..
ولن يسعدني ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق